0 تعليق
658 المشاهدات

عبدالله السنافي: جعلت من إعاقتي فرصة للنجاح من خلال التحدي ورفض اليأس



[B][COLOR=#111110]ضيف رحلتنا هذا الأسبوع شاب مثقف طموح وصاحب رؤية واضحة فقد البصر لكنه لم يفقد أبدا البصيرة، فهو لا يعرف الياس وما أن تجلس معه حتى تشعر بالأمل والتفاؤل فكل محطة في حياته كانت درسا لكل من يريد أن يصل إلى النجاح، حيث تجده وقد حول المعوقات في حياته إلى دوافع.

دخل عبدالله السنافي كغيره من الأطفال غير المبصرين إلى مدارس التعليم الخاص ليحصل منها على المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.

مرحلة الثانوية كانت نقلة نوعية في حياة شاب ولد فاقدا لبصره وعاش الابتدائية والمتوسطة مع أناس بنفس حالته لكنه في الثانوية انتقل إلى عالم مختلف تماما فمن التعليم الخاص إلى التعليم العام رحلة انتقل معها عبدالله للدراسة بين الطلبة المبصرين وخاض تجربة اكسبته مزيدا من الثقة.

من الثانوية العامة إلى جامعة الكويت لتكون كلية الحقوق هي المحطة الأولى ثم ينتقل بعد ذلك إلى العلوم السياسية ومنها يتخرج ليكون الأول على دفعته.

كانت رغبته العمل في التدريس ثم تطورت الفكرة ليكمل دراسته في التربية الخاصة. خدمة المحتاجين بالنسبة له رسالة لا يمكن التخلي عنها عاش سنوات من أجل نشرها حتى نشأت لديه فكرة تأليف كتاب «الإعاقة ليست إعاقة».

«الأنباء» حاورت عبدالله بدر السنافي مؤسس حملة «مكفوف يتحدى الظروف» حول رحلته ومراحل حياته وكيف تمكن من تحقيق اهدافه بنجاح، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

متى كانت ولادتك وكيف كانت طفولتك؟

٭ عام 1987م كانت ولادتي في منطقة السالمية وما أن مضى على ولادتي شهران حتى اكتشف الأهل إعاقتي فعلموا أنني غير مبصر إلا أنهم تقبلوا وتفهموا ظروف هذه الإعاقة ولعل تفهم الأهل منذ البداية يساعد على النجاح لذلك تقع على الأهل مسؤولية كبيرة ونصيحتي دائما لأولياء الأمور عندما يكتشفوا إعاقة أولادهم عليهم تقبل هذه الإعاقة لأنها قد تكون دافع للنجاح والتميز.

بالنسبة لك متى اكتشفت إعاقتك؟

٭ لقد لفت انتباهي أن كثيرا من الألعاب كانت ممنوعة علي بينما الأطفال لهم الحق اللعب والضحك وسرعة الحركة أما أنا فلا يحق لي شيء من ذلك فتساءلت في نفسي لماذا أنا ممنوع؟ وكانت فيني رغبة للعب والمشاركة فعرفت أن هناك فرقا بيني وبين المبصرين.

الشعور بالإحباط

هل شعرت بالإحباط في بداية الأمر؟

٭ نعم في البداية شعرت بالإحباط لكن الحمد لله لم يستمر الإحباط طويلا فقد قررت أن أخرج من عالم الإحباط بتوجيهات وتشجيع من الأهل وخصوصا والدتي وجدت للحياة قيمة متى ما وجدت الإرادة والتحدي ورغم صعوبة الموقف انطلقت وبدأت العب مع الاطفال المبصرين وكان ذلك بداية رحلتي مع النجاح.

وكيف وجدت نفسك بين أقرانك؟

٭ الأطفال المبصرون كانوا يعلبون الألعاب الملموسة ثم يتركونها بينما أنا أركز عليها والتركيز يؤدي إلى الإتقان وهذا الأمر جعلني اتفوق على أقراني وهو درس تعلمت منه الكثير فإذا أردت النجاح عليك التركيز هذا أمر، الأمر الآخر كنت أحرص على أن أكون مميزا بين أقراني بالذكاء لا بأني كفيف.

هل من مواقف مؤثرة في حياتك تذكرها؟

٭ كما ذكرت لك بأن بدايتي مع المبصرين وعلى الرغم من أنني لم أكن أبصر إلا أنني كنت ألعب معهم ومن المواقف التي تعلمت منها وأثرت فيني كنا ذات مرة نلعب فوقع أحدنا على الأرض فجاءت أمه تهتم به وتداريه بينما أنا عندما وقعت على الأرض ذهبت إلى أمي فوجدتها تقول اذهب يجب أن تتعلم على الرغم من أن والدتي كانت تحبني إلا أنها أرادت أن تعلمني درسا في ضرورة الاعتماد على النفس مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات والآن عندما أتذكر هذا الموقف أجد له أثرا إيجابيا في نفسي.

حدثني عن رحلتك الدراسية؟

٭ رحلتي الدراسية بدأتها في المعاهد الخاصة فهناك درست الابتدائي والمتوسطة بين مجموعة من الطلبة المكفوفين ولعل هذه البيئة لم تناسبني فقد وجدت فيها من الإحباط الشيء الكثير لأنه وكما تعلم ليس كل مكفوف متفائلا وهذا الأمر جعلني أعيش سنوات صعبة فلم تكن البيئة تساعد على النجاح إلا أنني تغلبت على ذلك بعدم الالتفات لكلمات الإحباط فأنا مؤمن بأن الله أعطاني الكثير وبالتالي يجب أن أحمد الله على ما أعطاني وأن اتفاءل فالتفاؤل سلاح الإنسان الناجح.

بعد الانتهاء من مرحلة المتوسطة كيف أكملت مشوارك التعليمي؟

٭ لعل مرحلة ما بعد المتوسطة كانت مرحلة مميزة في حياتي، وهي التي اعتبرها مرحلة الانطلاقة الحقيقية، ففيها بدأت تتطور علاقاتي الاجتماعية، حيث قررت الالتحاق بالتعليم العام بدلا من التعليم الخاص، وبذلك دخلت مرحلة الثانوية وأصبحت مع المبصرين، وقد تميزت هذه المرحلة بنوع كبير من التحدي، لكنني بفضل الله تفوقت على أقراني بسرعة الحفظ وبهذا انتقلت إلى عالم أوسع تعرفت خلاله على طلبة مبصرين.

من كان يساعدك في تلخيص الدروس وهل واجهتك صعوبات؟

٭ كانت الطريقة التي اعتمدتها في تلخيص الدروس هي طريقة برايل، وكنت أصور بعض الأوراق من الطلبة واجعل أحدا من الأهل يقرأ علي تلك الأوراق التي سريعا ما كنت أحفظها وإنني أقول لكل من يريد النجاح لا نجاح إلا بإرادة، ومتى ما وجدت الإرادة أصبحت كل المعوقات سهلة ولذا خلال سنوات دراستي لم اتعثر ولله الحمد فما كل مبصر متفوق ولا كل مكفوف متعثر.

في هذه الرحلة الدراسية هل هناك شخص أثر في حياتك؟

٭ نعم بكل تأكيد يوجد من أثر في حياتي وهو مطلق السند ،فقد ساندني كثيرا وشجعني على التفوق وهذا هو ما يحتاجه كل انسان، فوجود انسان يشجعك بلا شك هذا الأمر يدفعك للمزيد من التقدم.

ميول أدبية

اخترت القسم الأدبي أم العلمي ولماذا؟

٭ اخترت الأدبي لأنني وجدت أن ميولي أقرب للأدبي وأنا هنا أشير إلى أمر مهم وهو أن الكثير من الجهات لا تأخذ بقدرات المكفوف في المجال العلمي وهذا الأمر فيه ظلم للمكفوفين الذي لديه ميول علمية، وقد تخرجت بنسبة 86% وكان هذا النجاح بداية لمرحلة جديدة.

أين اتجهت بعد التخرج من الثانوية العامة؟

٭ بعد التخرج من الثانوية العامة كانت لدي رغبة جادة في الدراسة الجامعية، فقدمت بجامعة الكويت واخترت الدراسة في الحقوق لكن هذا الاختيار لم يستمر طويلا وبعد سنة دراسية انتقلت للدراسة في العلوم السياسية.

كيف وجدت نفسك في العلوم السياسية؟

٭ كانت سنوات جميلة، وكنت حريصا منذ البداية على التفوق، فالرؤية بالنسبة لي كانت واضحة منذ البداية وهذا الأمر ساعدني كثيرا في الدراسة فكنت في الامتحانات أحصل على علامات كاملة وهو ما جعل بعض الأساتذة يعتقدون أنني «أغش»، لكن المسألة بكل اختصار هي ان الإعاقة ليست حاجزا أمام أهل الطموح، لهذا بفضل الله كنت الأول على دفعتي في العلوم السياسية فالسياسة لا تحتاج نظرا بل تحتاج فهما فالسياسي قد يكون غير مبصر لكنه صاحب رؤية وفكر.

أين اتجهت بعد التخرج من العلوم السياسية؟

٭ بعد التخرج كانت لي رغبة في العمل في سلك التدريس لأن تخصصي المساند شريعة إلا أنني أثناء الدورة التدريبية قبل بدء عملي في التدريس اكتشفت أني لا زالت لدي الرغبة في استكمال دراستي لكن الوزارة اشترطت بقائي في التدريس لمدة 3 سنوات، وهو الأمر الذي لم يناسبني فقررت تقديم استقالتي لأن كثيرا من اللحظات تحتاج قرارا سريعا، وهو ما يساعد على النجاح يجب أن تكون صاحب قرار دون تردد لأنك أنت من يصنع حياتك.

ما التخصص الذي قررت استكمال دراستك فيه؟

٭ قررت استكمال دراستي في الدبلوم التربوي للتربية الخاصة حتى أخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي القضية التي اسعى لنشرها بشكل إيجابي ولعل رحلة استكمال الدراسة أكبر دليل على أن الإعاقة ليست عائقا متى ما وجدت الإرادة.

ما الذي جعلك ترفض العمل الحكومي؟

٭ دائما ابحث عن عمل بعيدا عن الروتين وقتل الطموحات والعمل الحكومي يفتقر الى التجديد والتطوير ولذلك لم يناسبني هذا الجو، إلى جانب ذلك أتمنى أن يجد ذو الاحتياجات الخاصة بيئة تناسبهم في العمل الحكومي.

مساعدة المكفوفين

برأيك هل المجتمع يساعد المكفوفين ويفتح لهم الآفاق؟

٭ أعتقد وللأسف الشديد أن المجتمع لا يساعد المكفوفين ولا يفتح لهم آفاقا للعمل إلا إذا قرر الكفيف ذلك واعتمد على نفسه وتحدى الظروف، وما نسعى إليه هو خلق بيئة تناسب المكفوف وتساعده على العمل وهذا لا يكون إلا بالتشجيع.

وكأنك تطالب أن يتم السماح للمكفوف بالعمل في نطاق أوسع؟

٭ نعم أتمنى أن يتم السماح للمكفوف للعمل في مختلف الأقسام في وزارات الدولة دون أن يتم حصرها في قسم أو قسمين نحن نستطيع العمل ولدينا القدرات والإمكانيات وبالتالي من حق المكفوف أن يعطى فرصته.

ما الأمنية التي تسعى لتحقيقها؟

٭ أمنيتي أن أعمل كأستاذ في جامعة الكويت، وبإذن الله سأعمل جاهدا على تحقيق هذه الأمنية من خلال الجد والمثابرة.

ما رأيك بالحملات التطوعية التي ترفع شعار خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

٭ الحملات التطوعية جهد رائع وجميل وكل ما يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة نرحب به ونتعاون معه لكن أتمنى أن تبتعد بعض الحملات عن الدخول في السياسية حتى لا يؤثر ذلك على عملها فالأهداف المنشودة هي خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

متى دخلت عالم التويتر وما الهدف من وراء ذلك؟

٭ دخلت عالم التويتر قبل عام تقريبا وكان الهدف من وراء الدخول التواصل مع المجتمع وطرح الأفكار وتبادل وجهات النظر، والحمدلله نجحت في ذلك وأفتخر بالعلاقات الاجتماعية التي اسستها في موقع التويتر كذلك أفتخر بجميع المتابعين والذين وصل عددهم أكثر من 39 ألف متابع.

كيف تقرأ التغريدات؟

٭ اقرأ التغريدات عن طريق برنامج صوتي وأتمنى من شركة ابل تطوير برامجها المتعلقة بالمكفوفين مع شكرنا لجهودهم الحالية.

هل هناك كثرة من المكفوفين النشطين على «تويتر»؟

٭ العدد الحالي قليل جدا وأتمنى أن يزداد في الأيام المقبلة لأن «تويتر» فضاء واسع لنشر الأفكار وطرح القضايا وبالتالي وجود المكفوف ضروري حتى يطرح قضاياه وحتى يصل صوته.

ماذا عن حالتك الاجتماعية؟

٭ الحمدلله متزوج ولدي طفلة أعتز بها كثيرا وأتمنى أن أشاهدها في المستقبل تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة.

رسالة للمكفوفين

يرى السنافي ان البيئة لا يمكن أن تكون ملائمة للإنسان لكن الانسان هو من يجب أن يصنع البيئة المناسبة، ويوجه رسالة للمكفوفين «أنت من يصنع القبول لنفسه فلا تتأخر عن المبادرة».

تجارب ناجحة

لدى ضيفنا كتاب قيد الطباعة بعنوان «الإعاقة ليست إعاقة» يحتوي على نماذج مشرفة لتجارب ناجحة لبعض فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا الكتاب رسالة إيجابية لكل انسان.

كلمة شكر

عن كلمة الشكر ولمن يوجهها، يقول السنافي: اوجه الشكر للأهل لاسيما والدتي وكذلك للأصدقاء جميعا ولكل من وقف معي، وكذلك الشكر لجريدة «الأنباء» على إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
[/COLOR]

[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3601 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3936 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0