0 تعليق
834 المشاهدات

زارعو القوقعة.. صرخة صامتة مَنْ يسمعها؟



شاءت الأقدار أن  يواجهوا معترك الحياة وهم محرومون من حاسة السمع التي تعد من أهم وأول الحواس التي تبدأ بالعمل عند الطفل بعد ولادته مباشرة، ليعيشوا في مجتمعهم الصامت كغرباء معزولين عن مجتمع الصوت الصخب نتيجة فقدانهم حاسة السمع والنطق وعجزهم عن التعبير عما بداخلهم، هذا هو حال الأشخاص والأطفال الذين يعانون الصمم وفقدان حاسة السمع وضعاف السمع.

مع التطور التكنولوجي، خرج بعض فاقدي السمع من عالم الصمت إلى عالم الأصوات بعد أن فتحت آذانهم من خلال عملية زراعة القوقعة التي  تعتبر تقدّما في مجال التّأهيل السّمعيّ، حيث إنها تتيح السّمع لفاقديها من غير المستفيدين من أجهزة السّمع العاديّة … ولكن للأسف «الحلو لا يكتمل» هذا ما انطبق على من يعانون من قصور في السمع وخضعوا لعمليات زراعة القوقعة، حيث تبدأ معاناتهم حسب قولهم بعد العملية نظرا لعدم وجود التأهيل المناسب في الكويت، علما بأنها تعتبر مرحلة مهمة جداً، حيث يتم تعليم الطفل كيفية سماع الأصوات ودلالاتها وكيفية النطق والتأقلم مع القوقعة الإلكترونية بسهولة أكبر من الطفل الذي لم يجرب السمّاعة، مما يضطر العديد من أولياء الأمور اللجوء إلى الخارج لتأهيل أبنائهم زارعي القوقعة وشراء قطع الغيار والبطاريات هربا من أسعارها المبالغ فيها لدى شركات السماعات والتي توفرها بأسعار تمس جيب زارعي القوقعة وأولياء أمورهم، بل وتفوق الأسعار العالمية.
القبس سلطت الضوء على معاناة زارعي القوقعة والذين يبلغ عددهم نحو 500شخص من مختلف الأعمار، واستعرضت مطالبهم لتوصيل صوتهم للمعنيين، حيث طالبوا وزارة الصحة بتوفير خدمة ٢٤ ساعة طوال أيام الأسبوع لصيانة الجهاز وصرف سماعة قوقعة لكل زارع  كل ٣-٥سنوات بحد أقصى، إضافة إلى توفير قطع غيار للسماعة.
ولفتوا  إلى أن المادة 44 من قانون رقم 8 لسنة 2010 في شأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تنص على أن «تعفى من الرسوم والضرائب بأنواعها والأدوات والأجهزة التأهيلية والتعويضية ومركبات الأفراد المجهزة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة، كما تعمل الحكومة على تزويد الأشخاص ذوي الإعاقة بالأجهزة التعويضية اللازمة لهم مجانا وفقا لتقرير اللجنة الفنية المختصة».
كما طالب المتحدثون بفتح عيادات تخاطب في المراكز الصحية بجميع المحافظات، مطالبين بتفعيل دمجهم في مدارس التعليم العام وتوفير كل التسهيلات التعليمية.

 دكاترة الجامعة  
واشتكت الطالبة دانة العازمي ( ٢٣عاما)  وتدرس في كلية التربية الأساسية بجامعة جابر الأحمد من عدم مراعاة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة لإعاقتها، مستذكرة موقفا تعرضت له عندما أصيبت بالتهاب حاد في أذنيها صاحبه صداع مزمن واضطراب في النوم مما أعاقها عن ارتداء السماعة، واضطرت أن تأخذ إجازة مرضية لمدة أسبوعين، وعند عودتها من الإجازة تم رفض المرضية مما أثر سلبا على درجاتها بالانخفاض.
ولفتت إلى أنها كانت تعاني من ضعف في السمع وهي في عامها الرابع وبدأت تزداد معها الإعاقة إلى أن خضعت لعملية زراعة القوقعة عام ٢٠٠٩، مشيرة إلى عدم توفير مبرمجين طوال الأسبوع لمساعدتهم في حال حدوث أي عطل أو خلل بالسماعة.
ولفتت إلى ارتفاع تكلفة قطع الغيار لدى وكلاء شركات السماعات، حيث يتراجع سعر القطعة ما بين ٥٠٠٠-٧٠٠٠ دينار وهو الأعلى سعرا مقارنة بالدول المجاورة ناهيك عن نقص عدد قطع الغيار داخل الحقيبة.

 دوامة ألم
ولَم تختلف معاناة أشواق عيسى مع ابنتها مريم التي خصعت لعملية زارعة القوقعة، لافتة إلى أن مشاكل الصيانة وعدم توافر قطع الغيار وارتفاع أسعارها ثلاثة أضعاف السعر الحقيقي من أهم العقبات التي تواجهها.
واشتكت من عدم وجود دروس تقوية في المدرسة لمتابعة التحصيل العلمي، كما أن الإدارة تجهل التعامل مع طلبة زارعي القوقعة مما يشكل عبئا على ابنتها كطالبة في الفصل، مطالبة بتوفير نواد صيفية لزارعي القوقعة فضلا عن توعية الأطباء المعالجين بحالات زراعة القوقعة والعمليات التي تؤثر عليها، فمثلا طبيب الأسنان يجهل المعدات التي يتم استخدامها للمرضى من زارعي القوقعة فيتخوف من اتخاذ أي إجراء طبي عادي دون إرفاق   تقرير طبي بالحالة.

سالم الفهيدي: أسافر إلى الخارج لبرمجة أجهزة القوقعة لطفلي

ذكر سالم الفهيدي، وهو ولي أمر لطفلين من زارعي القوقعة (شديدة دائمة) أن معاناته مع طفليه بدأت بعد نجاح عملية زراعة القوقعة، فلا يوجد تأهيل في مركز سالم العلي للسمع والنطق لتعليم الطفل كيفية سماع الأصوات ودلالاتها وكيفية النطق.
واعتبر أن هذا المركز لا يرقى إلى مستوى الطموح، ويفتقر إلى مبرمجين متخصصين، الأمر الذي يضطره للسفر إلى الخارج لبرمجة أجهزة القوقعة لطفليه، إضافة إلى عدم توفير أخصائيين ومعاهد للتخاطب مؤهلة ومتخصصة، مما يدفع العديد من أولياء الأمور إلى دفع مبالغ طائلة من جيوبهم لأبنائهم، تصل قيمتها 200 دينار للطفل مقابل الحصول على حصص تخاطب خاصة.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار قطع الغيار لزراعي القوقعة المتوافرة في البلاد بشكل يفوق الأسعار العالمية، دفع العديد من أولياء أمور هذه الفئة إلى شرائها من الدول المجاورة، مثل السعودية أو الإمارات، حيث يتم توفيرها بأسعار معقولة وغير مبالغ بها.
وطالب مدارس التربية الخاصة بتكثيف الحصص العلاجية التخاطبية لطلبة زارعي القوقعة من أجل تحسين مستوى التخاطب لديهم، معتبرا أن توفير هذه الحصص في فترات متباعدة أمراً غير مجد.
وشدد على ضرورة أن تكون وزارة الصحة الجهة المسؤولة عن توفير الأجهزة التعويضية لزارعي القوقعة من دون تدخل وكلاء شركات السماعات.

درجة الإعاقة
قالت نائبة المدير العام لقطاع الخدمات الطبية في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة د. نادية أبل، إن درجة الإعاقة التي تمنح لزارعي القوقعة لا تعتمد على العملية ذاتها وإنما تعتمد على نسبة ضعف السمع والمكتسب اللغوي معاً، وهو ما يفسر الاختلاف في درجة الإعاقة من حالة إلى آخرى.
وبينت أبل لـ القبس أن الهيئة توفر من الأجهزة التعويضية السماعة لمن يحتاج إليها، وذلك بناء على قرار اللجنة الفنية وبعد فحص كل من طبيب وفني السمعيات، وبناء عليه يتم اختيار السماعة الأفضل للحالة التي يمكن أن تستفيد منها بأقصى درجة، إضافة إلى الامتيازات الوظيفية والمالية، سواء لزارعي القوقعة أو المكلف برعايته على حسب شدة الإعاقة من دون أي تحفظ.

توحيد الدرجة  
تحدثت وضحة المطيري عن تجربتها مع الإعاقة، مشيرة إلى أنها فقدت حاسة السمع في الثامنة من عمرها  لسبب مجهول، وتزامنت عملية زراعة القوقعة مع تقديم أوراق التقاعد من وظيفة التمريض بوازرة الصحة عام ٢٠٠٦.
ولخصت مطالبها من وزارة الصحة في عدة نقاط أهمها: توفير مركز متخصص لزراعة القوقعة تشمل شؤونهم  وتوفير خدمة ٢٤ساعة طوال أيام الأسبوع لصيانة الجهاز وصرف سماعة قوقعة لكل زارع كل ٣-٥ سنوات بحد أقصى ، إضافة إلى توفير قطع غيار للسماعة ومبرمجين متخصصين في القوقعة وصرف سماعة بديلة في حالة عطل الجهاز، إلى جانب تعويض الأسرة  بمبلغ سنوي للبطاريات سواء صرفها باليد أو من قبل الشركة.
وطالبت بتوحيد درجة الإعاقة لجميع زارعي القوقعة حيث لا توجد مساواة بينهم، فبعضهم لديهم إعاقة متوسطة وآخرون شديدة، متسائلة على أي أساس يتم تحديد درجة إعاقة كل فرد من هذه الفئة؟

خط ساخن  
أشادت الطالبة دانة بتطور وعي الجامعة بشأن حقوق ذوي الإعاقة، حيث وفرت جامعة جابر الأحمد مؤخرا خطا ساخنا للاستفسارات والرد على شكاوى الطلبة ذوي الإعاقة، إضافة إلى إصدار بطاقة خاصة لذوي الإعاقة بدلا من بطاقة الطالب والتي توفر امتيازات عديدة للطلبة.

خطورة الأشعة المقطعية
طالب عدد من زارعي القوقعة بضرورة التعريف عن الحالة في المطارات والمنافذ الحدودية لإعفائهم من التعرض لأجهزة التفتيش، فضلا عن أهمية التعميم على جميع المستشفيات الحكومية والخاصة خطورة تعرضهم لأجهزة الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي وغيرهما.

 

المصدر : مى السكرى \ القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3563 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3882 0
خالد العرافة
2017/07/05 4488 0