0 تعليق
579 المشاهدات

ذوو الإعاقة يحددون مطالبهم في شهر الصيام



نعيش هذه الأيام أجواء رمضان الروحانية الذي تتوق إليه النفوس كل عام ونفحاته الإيمانية التي يتسابق عليها الجميع إلى فعل الخيرات والطاعات والبركات، ويشارك ذوو الإعاقة بمختلف فئاتهم أقرانهم روحانيات هذا الشهر الفضيل في أداء العبادات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والتراثية التي تنظمها جمعيات النفع العام العاملة في مجال الإعاقة باعتبارهم جزءاً لا يتجزء من المجتمع الذي يعيشون فيه.
القبس هنأت ذوي الإعاقة بقدوم الشهر الفضيل واستطلعت آراءهم حول المشاكل التي تواجههم، حيث اشتكوا من عدم مراعاة ظروفهم واحترام حقوقهم، مشيرين إلى أن بعض دور العباد غير مهيأة لأصحاب الكراسي المتحركة وكبار السن، كما أنها تفتقر إلى مترجمي لغة الإشارة، الأمر الذي يعيق تواصل الصم وفهم أحكام الشريعة، فضلا عن عدم توفير مصاحف بلغة برايل للمكفوفين.
و أكد باحثون نفسيون واجتماعيون أهمية دور الاسرة والجمعيات العاملة في مجال حقوق ذوي الإعاقة في غرس الجانب الديني والروحاني لديهم، وإشراكهم في المناسبات الشعبية والتراثية لتعزيز ذاتهم وكسر العزلة، شدد اختصاصيو التغذية على أهمية الصيام بالنسبة لذوي الإعاقة واتباع الأساليب الغذائية الصحية لتنظيف الجسم من السموم وتنظيم الإنزيمات والهرمونات.

معاناة متكررة
وأشار فيصل الشمري، وهو ناشط من ذوي الإعاقة الحركية، إلى معاناته وأقرانه من عدم تهيئة البيئة المناسبة لذوي الإعاقة من حيث الصعدات والرامات في المساجد ومباني المرافق والجهات الخدماتية، معتبرا أنها من المشاكل المؤرقة لدى العديد من أصحاب الكراسي المتحركة وكبار السن. وزاد بالقول: إن كانت هناك حلول فهي ترقيعية، حيث يفترض أن تتم مراعاة ظروف ذوي الإعاقة الحركية وكبار السن المقعدين وعمل صعدة مستوية مع الأرض لتجنب معاناتهم من الصعود والنزول عند دخولهم المسجد أو المبنى.

تراخيص المباني
وأردف بالقول: نتمنى من الهيئة أن يكون لها دور في اخطار البلدية بألا يتم إصدار رخص لأي مبنى جديد إلا بعد التأكد بأنه مهيأ لذوي الاعاقة، كذلك إخطار وزارة الأوقاف باتخاذ التدابير اللازمة لتهيئة المساجد أو دور حفظ القرآن بما يتناسب وظروف ذوي الإعاقة وذلك بتوفير صعدات مناسبة ذات أسطح مستوية بهدف إشراكهم  في الحياة الاجتماعية والروحانية وتحقيق الدمج بطريقة فعلية على أرض الواقع من دون أن يكون  مجرد شعار يتغنون به في المؤتمرات والاحتفالات فقط.
وشدد على غرس ثقافة احترام حقوق ذوي الإعاقة وخصوصيتهم لدى المجتمع بشأن عدم انتهاك مواقف السيارات التي خصصتها الدولة لهم، مضيفا «نحتاج من الناس إلى أن يشعروا بظروفنا الصحية، فالبعض منا مقعد أو كفيف أو مبتور الطرف، فلا نحتمل أن نقف بعيداً ونمشي، ويجب أن يكون لدى كل فرد رقابة ذاتية نابعة من ضمير حي يردعه بألا يتعدى حريات الآخرين قبل أن يردعه أي قانون.

رياضة رمضانية
بدوره، قال حامد العنزي وهو رياضي من ذوي الإعاقة الحركية أن شهر رمضان يهل علينا و يبدأ معه الموسم العبادي للمؤمنين ويتطلع الأشخاص من ذوي الإعاقة إلى أداء عباداتهم في مساجد الله تعالى بسهولة ويسر، ولكنهم يصطدمون بعقبات مريرة مختلفة أولها أن بعض المساجد غير مهيئة لأصحاب الكراسي المتحركة في الدخول والخروج، ناهيك عن قيام بعض المصلين بترك أحذيتهم بطريقة عشوائية أمام الباب فيصعب على ذوي الإعاقة الدخول، علاوة على أزمة المواقف الخاصة والتعدي عليها مما يزيد معاناة ذوي الإعاقة وخصوصا الحركية.

طريقة برايل
وأضاف بالقول: كما أنه يجب على المصلين تقدير ظروف ذوي الإعاقة بتسهيل وصولهم إلى الصفوف الأمامية طمعا في الأجر والثواب، مشيرا إلى أنه يجب على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن توفر المصاحف المطبوعة بلغة برايل الخاصة بأصحاب الإعاقة البصرية.
ولفت إلى أهمية إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية والاجتماعية لبعض الأشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك لكسر العزلة النفسية والاجتماعية التي يعيشونها، مؤكدا دور الدولة وجمعيات النفع العام في القيام بهذه المهمة لاسيما خلال هذا الشهر الفضيل حيث تتوافر الأجواء المناسبة لهذه الفعاليات من خلال عمل إفطار جماعي يجمع ذوي الإعاقة كافة على مائدة واحدة أو  تكليف ذوي الإعاقة بالمشاركة في موائد الإفطار وتنظيمها وكذلك إقامة مهرجان القرقيعان لهم.

إثبات الذات
وبحكم اهتمامه بالرياضة، شدد العنزي على أهميتها بالنسبة لذوي الاعاقة لمن لديهم القدرات والإمكانات الرياضية حتى وإن كانت الإعاقة شديدة، فالرياضة تساعده على إثبات وجوده كشخص يستطيع الإنجاز ويستفيد من الرياضة صحيا فهناك مايسمى بالعلاج عن طريق الرياضة، إضافة إلى أهميتها في تعزيز الحس الوطني لديه لخدمة وطنه عندما يعتلي منصات التتويج ممثلا لبلده في المحافل الخارجية والرياضة التي تستثمر وقت الفراغ إيجابيا وتعزز التفكير الإيجابي والثقة بالنفس لديهم، فضلا عن أهميتها في تحقيق الاندماج الاجتماعي.

متطوعون
أعلن الناشط الحقوقي في مجال الصم أسامة راشد عن انطلاق فريق تطوعي من الصم في شهر رمضان لتوزيع وجبات الإفطار على العمال في الشركات والطرقات والمستشفيات ليعزز لدى الأصم جانب الخير والعطاء وأنه قادر على الاعمال التطوعية.
ولفت إلى رغبة بعض الصم الذين لم يذهبوا إلى الحج في حياتهم، في أداء مناسك الحج، متمنياً أن تتبنى وزارة الأوقاف أو غيرها من الوزارات موضوع الحج للصم ولو كان لخمسة أشخاص في كل سنة.

الزيارة الأبوية
أكد اللاعب نزار رمضان حرص نادي المعاقين على تنظيم بطولة داخلية تنشيطية للرياضين، مستذكرا الزيارة الأبوية السنوية لسمو الأمير للنادي خلال هذا الشهر الفضيل.
ولفت إلى أن الرياضة تمثل دليلاً للإرادة والتحدي، كما أنها تسهم في تغيير نظرة المجتمع القائمة على الشفقة والعطف على أن المعاق إنسان قوي قادر على تحطيم الجدا

مجاميع تطوعية وأجواء روحانية
بيّنت رئيسة مجموعة الميثاق الكويتية التطوعية سارة بوزبر أهمية دور المجاميع الشبابية في خدمة المجتمع، حيث تنشط في شهر رمضان المبارك بالزيارات الدورية السنوية لكل دور الرعاية الاجتماعية وكبار السن لتهنئتهم ومشاركتهم فرحة توزيع القرقيعان في أجواء روحانية.

غصة
اشتكى ذوو الاحتياجات الخاصة من استمرار ظاهرة اختطاف مواقفهم في كثير من جهات الدولة، لكنهم عبروا عن استغرابهم من إقدام بعض المصلين على الركن في الأماكن المخصصة لهم في محيط المساجد، متسائلين عن سر هذا التناقض، حيث يفترض أن تكون القلوب عامرة بالإيمان والتضامن الإنساني والحرص على الحقوق، لكن العكس هو الذي يحدث في هذا الموسم الإيماني.

 

 

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3593 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3924 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0