0 تعليق
610 المشاهدات

معاقون جرّاء التفجير الغادر: الإرهاب عدو الإنسانية.. وأرواحنا فداء للكويت



بدموع صامتة وقلوب يعصرها الألم، ودّع الشعب الكويتي شهداء الهجوم الإرهابي على مسجد الصادق.
ورغم فجاعة هذا الحدث الأليم، إلا أنه أظهر المعدن الحقيقي لكل شرائح المجتمع الكويتي، بدءا من التحرك السريع للقيادة، متمثلة في الوالد الحنون وأمير الانسانية سمو الأمير الذي تفقد موقع الحدث من دون حراسة، فضلاً عن فزعة الشعب، بمن فيهم ذوو الاعاقة وهمتهم لمساندة اهالي الضحايا والجرحى وكذلك القيادة التنفيذية والسياسية والمؤسسات الاجتماعية والدينية لاستيعاب الحدث ولملمة الجراح والمساهمه في حماية النسيج الاجتماعي، بشكل أبهر المجتمع الاقليمي والعالمي، فقد زارت جمعية متابعة قضايا المعاقين عيادة الجرحى في المستشفيات لشد أزرهم والاطمئنان عليهم، وفق ما ذكره نائب رئيس الجمعية علي الثويني، كما ستقوم بمتابعة الزيارات للتدخل المبكر لأي حدث يتعلق بالاعاقة، من أجل توفير الدعم النفسي والاجتماعي للشخص المصاب أو لأسرته، وكذلك المساهمة في تلاحم الجبهة الداخلية للمجتمع الكويتي، ووقف الاشاعات ونشر التوعية بمتابعة الجهات الرسمية في اي خبر عن الحدث.
القبس التقت عدداً من الناشطين في مجال الاعاقة وأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة لنقل رؤيتهم ورواياتهم حول هذا الحدث، حيث أدانوا في الإجماع هذا العمل الإرهابي الشنيع الذي فشل في شق صفوف الوحدة وإثارة الفتن والنعرات الطائفية، حيث وقفوا على قلب رجل واحد، ورغم اعاقتهم فإنهم شاطرت أقرانهم في مداواة جروحهم ومواساة أسر الشهداء.

معاقو الإرهاب
إعاقات وإصابات الحروب والأعمال الإرهابية يدفع ثمنها الانسان مجبرا، ويظل يحمل عبئها حتى موته، وتكون نتيجتها خسارته لاحلامه، وربما عمله أو حتى قدرته على بناء عائلة، الجريح سيد حيدر الصياحي (إيراني الجنسية) أحد مصابي الانفجار، لم يكن يعلم أن موعده مع القدر قد حان. فقد تغيّرت حياته رأسا على عقب في لحظة وتحول من شخص سوي إلى آخر فاقد للسمع، ويمكث حاليا في مستشفى مبارك ولا يعرف ذويه ويحتاج الوصول إلى كفيلته.

الاختصاصي النفسي
شدّد عدد من الناشطين في مجال ذوي الاعاقة على أهمية دور الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في تهيئة ذوي الاعاقة نفسيا لاستيعاب الأحداث الطارئة وكيفية التعامل معها، فضلا عن التخفيف من وطأة الصدمات النفسية التي قد يتعرّضون لها من جراء مشاهدة الأحداث الأليمة أو حتى السماع عنها، إلى جانب ازالة الرهبة والقلق وتوصيل الرسالة لهم، لا سيما للاعاقات الذهنية التي تحتاج الى آلية معينة في التعامل معها.

ثقافة المحبة والولاء
أوصى عدد من الناشطين في مجال الاعاقة، جمعيات النفع العام بالمساهمة في نشر حب الوطن والولاء له ونشر ثقافة المحبة والتكاتف والتعاون وزيادة البرامج التي تعزز الوطنية

أم حامد: يعز علينا فراق الأحبة وزعزعة الأمن
«سعدنا بالشهادة التي نالها كبير العائلة، ويعز علينا الفراق وزعزعة الأمن وخصوصا في بيت من بيوت الله، فلم يراع حرمة الشهر الفضيل، ولا صيام الساجدين».. بهذه العبارة شاطرت أم حامد (ولية أمر طفلين أحدهما من ذوي الاعاقة الذهنية البسيطة والآخر من فئة التوحد) أحزان وآلام عائلتها وأسر الشهداء، حيث فقدت عمها خلال الهجوم الإرهابي، لافتة إلى أنها تلقت خبر التفجير من زوجها الذي كان يصلي في احد مساجد صباح السالم وعقب مرور نصف ساعة على الحدث، علمت من ابن شقيقتها بنبأ الوفاة.
وأشارت إلى أن أبناء شقيقتها كانوا ضمن الأطباء المشاركين في مداواة المصلين الجرحى، ملمحة إلى وجود عدد من الحالات الحرجة من أقاربها الجرحى في العناية المركزة. ورأت أن «الربيع الإرهابي» آفة عمّت دول الخليج، فلم يفرق بين طفل رضيع ولا شيخ مسنّ، معتبرة أن الأرامل والأطفال والأمهات هم الأكثر فجعاً وألما من جراء هذا المصاب الجلل. وأثنت على مشاركة ذوي الاعاقة وأولياء أمورهم في عمليات التشييع ومراسم العزاء، رغم اعاقتهم وظروفهم الصحية، وهذا ما يدل على اللحمة الوطنية التي يتحلى بها المجتمع الكويتي بمختلف فئاته وأطيافه، لافتة إلى تأثر ذوي الاعاقة بالمشاهد المأساوية التي بثتها وسائل الاعلام، داعية أن يعم الأمن والسلام في دول المنطقة.

باسل بو حمد: زيارة الجرحى مبادرة طيبة
«بدموع صامتة فارقنا عميد العائلة»، هكذا عبّر باسل بو حمد (ولي أمر فتاة من متلازمة الداون)
عن حزنه لفقدان خاله، واصفا دور ذوي الاحتياجات الخاصة الملموس، من خلال زيارتهم للجرحي ومواساة أسر الشهداء وتقديم واجب العزاء بـ «المبادرة الطيبة»، أظهرت معدن الشعب الأصيل بجميع فئاته وأطيافه.
وأشار بو حمد إلى أهمية غرس مفاهيم الوحدة الوطنية والتكاتف والتلاحم في نفوس ذوي الاعاقة كل وفق ظروفه الصحية الاستيعابية، لافتا الى أنه حاول توصيل نبأ وفاة خاله لابنته بطريقة مبسطة من دون عرض المشاهد المؤلمة، إيمانا منه بأن الضرورة احيانا تقتضي اخفاء الحقائق لمصلحة الحالة ومراعاة ظروفها الصحية والنفسية.

أبو خالد: مراكز التأهيل تلعب دوراً في تعزيز الوطنية لدى ذوي الإعاقة
اعتبر أبو خالد (ولي أمر طفل ذي اعاقة ذهنية) أن أحداث التفجير الإرهابي الذي ضرب مسجد الامام الصادق أمر غريب على المجتمع الكويتي نابع من فكر ليس كويتياً، واصفا الشعب الكويتي بجميع أطيافه بالنسيج الواحد الذي يتواجد في ديوانية واحدة ودوام واحد من دون أي تفرقة.
وأشار إلى دور ذوي الاعاقة ومشاطرتهم لاقرانهم في هذا المصاب الجلل الذي هز كل المجتمع الكويتي بجميع فئاته وأطيافه، مشددا على أهمية غرس مفاهيم الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية والطائفية في عقول ذوي الاعاقة، لا سيما الذهنية، من خلال وسائل الاعلام، وكذلك أولياء الأمور.
ولفت الى أهمية دور نوادي ذوي الإعاقات في تحقيق هذا الهدف المشترك، مبديا أسفه من انعدام وجود نادٍ للاعاقات الذهنية، فضلا عن عدم وجود مراكز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشدّد على أهمية التوعية الشاملة لذوي الاعاقة حول كيفية التعامل مع الأحداث الطارئة وتعزيز مفاهيم وبرامج الأمن والسلامة، متمنيا أن يهنأ أفراد ذوي الإعاقات الذهنية بحياة كريمة في بلد الأمن والأمان.

بدر البراك: مناهج مبسّطة لتعزيز الوحدة الوطنية
طالب مدير ادارة القطاع التعليمي في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة د. بدر البراك ادخال مفاهيم الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية في مناهج التربية الخاصة وتبسيطها بما يتناسب وظروفهم الصحية وقدراتهم، من خلال الوسائل والمعينات اللازمة لكل اعاقة.
وأكد البراك حرص ذوي الاحتياجات الخاصة على خدمة وطنهم ردا للجميل الذي يوفره لهم الوطن من دعم مادي ومعنوي في شتى النواحي الاجتماعية والسكنية والمالية، معتبرا أن حادثة مسجد الامام الصادق دخيلة على مجتمعنا، وليست من تربية أبنائنا.
غصة
أكد ذوو الاحتياجات الخاصة أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، مشيرين إلى أن النعرات الطائفية ضد طبيعة الشعب الكويتي الذي جُبل على التلاحم والمحبة، والتسامح.

المصدر: مي السكري/ جريدة القبس .
سيد حيدر أصيب بفقدان السمع

سيد حيدر أصيب بفقدان السمع

مشاركة في عزاء الشهداء

مشاركة في عزاء الشهداء

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3601 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3936 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0