0 تعليق
944 المشاهدات

«ميديكال بارك».. الألماني بقلم : يوسف الزنكوي



المساج يعتبر عملية تدليك معروفة في كل أنحاء العالم للحصول على الراحة والاسترخاء من شد عضلي للرياضيين أو للمديرين الذين يمكثون لفترات طويلة جلوسا وراء المكاتب، أو بعد يوم طويل مضني من العمل المكتبي أو الميداني. والمساج بمختلف أشكاله متوفر في الكويت في كل الأندية الرياضية وفي كافة المصحات الخاصة، بل إن شركات كويتية أقامت مراكز متخصصة في المساج فقط.
والغريب أن الكويت تتميز دون غيرها من دول العالم بأن المساج بمختلف أشكاله متوفر فيها، فهناك مساج تايلندي، وهناك مساج صيني وتجد مساج مغربي وياباني وتشيكي وغيرها من المساجات الدولية تماما مثلما تدخل أي مطعم لتجد أمامك في البوفيه تشكيلة متنوعة من السلطات المحلية والأجنبية.
أما العلاج الطبيعي فهو مختلف عن المساج بمقدار قد يصل إلى 180 درجة، فهو علاج متخصص يلحق في الغالب العمليات الجراحية، ويعمل على إعادة تأهيل الأطراف وأعضاء أخرى من الجسم وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، وإلى مسارها السابق لتمارس هذه الأعضاء فيما بعد وظائفها بشكل اعتيادي كما كانت من قبل، وذلك من خلال مساعدة المرضى على إجراء تمارين رياضية، بعضها تحت إشراف ممرضين وفنيين متخصصين. ولكن يبدو أن هناك من الكويتيين من يتعمد الخلط بين العلاج الطبيعي والتدليك أو المساج، فيطلب من الحكومة أن تتحمل نيابة عنه نفقات سفره إلى الخارج ونفقات إقامته في أرقى الفنادق، ونفقات حصوله على مساج مجاني تحت ادعاء كاذب إنه علاج في الخارج، ليس ليوم واحد أو لأسبوع واحد، ولكن لمدة قد تطول لأشهر عدة.
شخص ما أخبرني إنه أجرى عملية جراحية ناجحة في كتفه، مكث بعدها شهرين كاملين في مركز العلاج الطبيعي التابع للمصح الألماني ميديكال بارك (Medical Park) الذي يملك أكثر من 12 فرعا منتشرا في كل أنحاء ألمانيا. وبعد أن عاد من رحلة العلاج الطويلة هذه، قضى بضعة شهور منها في عيادة ميديكال بارك للعلاج الطبيعي، يقول لي إنه حزن من أجل الكويت، ولِمَا يفعله أبناؤها بها في الخارج من أفعال مشينة تسيئ لسمعة الكويت وأهلها، وكأنهم أعداؤها ينوون لها الشر والانتقام منها.
محدثي يقول إن هناك في كل مصحة من المصحات العلاجية في ألمانيا فقط، دون ذكر الدول الأوروبية الأخرى، هناك العشرات من المتمارضين أو مدعي المرض أو من المسافرين لدواعي العلاج السياحي وليس للعلاج الحقيقي، والذين جاءوا عبر الواسطة .
المشكلة أن هؤلاء المتمارضين لا يستحون من أن يفصحوا عن كذبتهم بأنهم أتوا إلى ألمانيا بواسطة هؤلاء النواب، وأنهم ليسوا مرضى وإنما جاؤوا للمساج فقط، بينما لا تتاح الفرصة للعلاج بالخارج لمرضى حقيقيين يحتاجون إلى علاج غير متوفر في الكويت، حتى لو كانت نفقة علاجهم على نفقة الحكومة بشكل جزئي، وذلك بسبب كثرة واسطات النواب والوزراء والمتنفذين.
يضيف صاحبنا مستغربا أن العلاج الطبيعي للمرضى الحقيقيين متوفر بالكويت وعلى أرقى المستويات، ولو كان العلاج في الخارج ضروريا فإن هناك دول أخرى أقل تكلفة من ألمانيا مثل التشيك وسلوڤينيا وسلوفاكيا وغيرها، فلماذا يزيدون الأعباء المادية على الدولة؟. كما أن بعض المرضى لا يلتزمون بالبرنامج العلاجي الذي يضعه الأطباء لهم، فيعودون إلى الكويت دون استكمال العلاج. وهناك من المرضى من يعتقد خطأ بأهمية المساج أكثر من أهمية العلاج الطبيعي. وهناك من يقضي جل وقته في التسوق والسفر بالسيارة في كل أنحاء ألمانيل بحثا عن الراحة والاستجمام، فيما السفارة تظن أن هذا المريض مواظب على العلاج.
فأي أنانية وقحة يبديها مواطن أكثر من هؤلاء المتمارضين ليس على حساب الوطن والمال العام فحسب، ولكن على حساب المساكين المرضى الحقيقيين من أبناء الوطن أيضا؟، ولماذا لا تبدأ وزارة الصحة بعملية جرد حقيقية بين هؤلاء المتمارضين؟.

 

 
يوسف الزنكوي

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3923 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0