0 تعليق
1920 المشاهدات

المسنّون «المنسيون» … قضية رأي عام



باتت قضية المسنين الكويتيين الذين نسيهم أبناؤهم في المستشفيات، قضية رأي عام، بعد التفاعل الكبير مع تلك القضية الإنسانية الحساسة، التي لم تقتصر، وفقا لمصادر صحية مطلعة على الكويتيين، إنما هناك وافدون من جنسيات مختلفة تركهم ذووهم في المستشفيات، وبلغ عددهم 13 حالة في عام 2014 تقلص الى 8 بعد الاتصال بسفارات بلدانهم من أجل تسفيرهم الى بلادهم.

و تتكشف أرقام وأعمار لمسنين، كويتيين في المقام الاول، تستدعي أكثر من وقفة عندها، ففي مستشفى واحد تجاوز عدد الحالات الـ 13 لمرضى تتراوح أعمارهم بين الخمسين وتتجاوز الـ 95 هم في أمس الحاجة الى يد حانية من ذويهم تأخذ بأيديهم في رعاية منزلية كريمة، تكرم عطاءهم في الأيام الخوالى حين كانوا قادرين على العطاء والبذل.

ومن إحصائيات المستشفى أيضا يتبين أن هناك حالة خرجت من المستشفى في ديسمبر الماضي، فيما توفيت حالة أخرى في الشهر نفسه، وحالة ثالثة يرفض ذووها تسلمها رغم إلحاح إدارة المستشفى.

أما بالنسبة للوافدين فقد تنوعت الحالات بين مصريين وهنود وسيلانيين وباكستانيين، أحدهم هندي تم تسفيره الى بلاده الشهر الماضي، وهندي آخر جار إتمام إجراءات خروجه من المستشفى حيث لا يوجد لديه أهل، وثالث كان في غيبوبة وحالته ميؤوس منها وليس لديه أهل وتم تسفيره الى بلده في ديسمبر الماضي، وهندية أخرى نصح الأطباء بعودتها الى بلدها لأن حالتها ميؤوس منها وتم التنسيق لترحيلها بتاريخ 11 ديسمبر الماضي برفقة ممرضة؟

وفي المستشفى لبنانية في غيبوبة تامة، وباكستاني أيضا في غيبوبة تامة، وإندونيسية في غيبوبة أيضا، ومصري في غيبوبة جرى التفاوض مع أهله لتسلمه لكنهم رفضوا.

وكانت قضية المسنين محل اهتمام شرائح مجتمعية متعددة، ودعا عدد من الأطباء وزارة الشؤون الى وقف إعانة المسن في المستشفى لإجبار أهله على تسلمه وتأمين حياة ورعاية منزلية له تليق بسنه وعطائه، وقال أحدهم إن هناك مشلولا موجودا في المستشفى منذ عشرين عاما، كما هناك وافدون يعانون من الشيخوخة، ومعاقون واطفال، معتبرين أن إهمال الاهل للمسن وتركه في المستشفى نقطة سوداء في جبين من يسعى الى ذلك.

أكاديميا أيضا، دعا عدد من أساتذة الجامعة الدولة الى رفع دعاوى باسم نزلاء المستشفيات ضد الأبناء العاقين، وإطلاق حملات توعوية، وتوفير هيئات ولجان خيرية ترعى وتخدم المسنين، في حين قال أحدهم انه يرقد في المستشفى وبجانبه رجل فارقه أبناؤه منذ أربعة أعوام.

الدكتورخالد السهلاوي يشكر «الراي»:

تلقينا عشرات الاتصالات عن «المسنّين المنسيين»

تلقت «الراي» اتصالا من وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي، منوها بالقضية التي طرحتها على صدر صفحتها الاولى عن المسنين «المنسيين» في المستشفيات، ومثمنا دورها في طرح القضايا الاجتماعية والإنسانية، التي تجد الكثير من التفاعل والتجاوب معها.

وأوضح الدكتور السهلاوي أن وزارة الصحة تلقت سيلا كبيرا من الاتصالات المتفاعلة مع ما طرحته «الراي»، بعضها يثني على طرح القضايا الاجتماعية ويدعو الى التجاوب معها وتفعيلها وصولا الى حلول واقعية وعملية، وآخرون يستفسرون، بعد أن «هزهم» ما نشر في «الراي» عن حالات إنسانية بالمئات، متسائلين «هل فعلا هذا ما يحدث؟».

وأشار الدكتور السهلاوي إلى أن المسؤولين في وزارة الصحة ممن تلقوا الاتصالات أكدوا أن ما نشرته «الراي» دقيق وصحيح مئة في المئة، وأنها لا شك تملك معلومات كاملة عن الموضوع الذي تعاملت معه بمهنية وشفافية، مبتغية من وراء ذلك إيصال رسالة واضحة، بعيدا عن الإثارة، علّ في طرح القضية ما يؤدي الى أن تجد حلا يقي المسنين البقاء في المستشفيات وأن يحظوا مجددا برعاية ذويهم تحت سقف المنزل ووسط رعاية حانية.

وكشف الدكتور السهلاوي عن أن الأمر لا يقتصر فقط على كبار السن، متطرقا الى حالة طفل لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات، أودع المستشفى ولا أحد يزوره من والديه بحجة أنهما على خلاف عائلي، مشيرا الى أن الجسم الطبي في المستشفى، حيث يرقد الطفل، احتفل بعيد ميلاده، ليشعره بالفرحة في غياب ذويه.

 

المصدر : جريدة الراى

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3613 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3949 0
خالد العرافة
2017/07/05 4530 0